بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فان نشر الخير نعمة ، والتوفيق لنشره نعمة اخرى ، وايجاد فرصة سانحة لنشره نعمة ثالثة ، ... وهكذا .. وفي الصحيح : " اذا مات ابن ادم انقطع علمه الا من ثلاث : .... او علما يُنتفع به ... ". فقد يبقى ما تكتبه موجودا على الانترت فتاتيك حسناتك وانت في بطن الارض ! وفي الحديث الصحيح : " ان العبد ليتكلم الكلمة من رضوان الله لايدري ما بلغت - او لايبالي بها - فيكتب الله بها رضوانه عليه " او كما قال عليه الصلاة والسلام. ولا تدري لعل كلمة مما تكتب في نشر العلم تحوز بها رضوان الله تعالى.
وفي الصحيح : " من دعا الى هدى ... " الحديثَ. فيكتب لك اجر من يقرا ويعمل بما كتبت فايم انت من هذا الخير العميم ، والفضل الجسيم ، والنوال الكبير ؟!
فسارع - رحمنا الله واياك - الى كتابة مقالة علمية ، او فائدة من هنا وهناك ، او مشاركة ، او ملاحظة ، ....
ولا تقل : لا اكتب الا مادة علمية بحثية قوية ...
فذاك ليس شرطا هنا ...
وليكن الشعار والدثار : " لاتحقرن من المعروف شيئاً ...".
وكلمة " شيئا " نكرة في سياق النهي فتفيد العموم : لاتحقرن اي شيء مهما كان صغيرا ...
وكلما سنحت لك الفرصة ضع مشاركة ... ستجدها في قابل الايام قد اجتمعت وصارت علما نافعا ... لاتحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى...
فأحث اخواني واخواتي على نشر العلم بالمشاركات المفيدة النافعة ...
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ).
ولا ننسى ان العمل اذا لم يعرف الناس صاحبه يكون اعظم اجرا ، لانه ادعى للاخلاص ، وهو ما يشير اليه الحديث الصحيح : " تصدق بصدقة فاخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه ".
والحديث الاخر الذي ذكر ان الفرق بين النافلة حيث لايراك الناس والنافلة لوحدك كالفرق بين الفريضة والنافلة.
وقد استقر هذا الامر عند السلف.
فقد قال بعض التابعين:
ادركنا ممن مضى يخفون حسناتهم كما تخفون انتم سيئاتكم اليوم .
وقال الشافعي: وددت ان الناس تعلموا مني هذا العلم ولم ينسب الي حرف منه !
فكن كالجندي المجهول .. ينعم الناس بثماره ولا يعرفونه .. ولكن سيعلم الجمع حين تبلى السرائر .. من كان يجهد نفسه لله خفية وبين من اشتهر على الاعلام والمنابر..
ومن اسماء يوم القيامة : خافضة رافعة.
قال بعض السلف: ترفع اقواما وتخفض اخرين.
فلا يغرك الشيطان بغوايته ويقول:
ادخر معلوماتك الى حين تشتهر ويشار اليك بالبنان.. كالعالم الفلاني وفلان..
فانك لا تدري اذا جنّ ليل هل تعيش الى الفجر ..
" واغتنم خمسا قبل خمس ...".
فسارعوا - رعاكم الله - الى نشر العلم وبذله حسب الوسع
( لايكلف الله نفسا الا ما اتاها)
بفائدة علمية ..
بمشاركة ..
بملاحظة ..
ولو منقولة ..
من هنا وهناك .. اذا كانت نافعة مفيدة في بابها ...
بسؤال.. باستفسار .. بترجمة .. بفتوى .. بتنبيه .. بتعقيب .. باثارة مسالة ... بفتح دورة .. بتلخيص كتاب .. بمقالات ...
(( بلغوا عني ولو آية )).
لو: تفيد التقليل.
اي: بلغوا عني ولو شيئا قليلا.
جزاكم الله خيرا
منقول