زهرة البنفسج قصة رمزية
ذات دلالات ومعاني تربوية أعجبتني
فنقلتها للأحباب افادة و مشاركة تعميما للخير و النفع
أوصى أحد الآباء ابنه قائلا:
يا بني النعمة تصبح نقمة
حين يكفر بها، فقال
كيف ذلك يا أبي ؟ ! XML:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />
فقال: إذا كنت تريد أن تعرف فاسمع إلي أقصُ عليك قصة
زهرة البنفسج ...:
هي زهرة بجوار ساقية ... نبتت و عاشت عيشة الطهر
لم تدر غير العشب متكأ ... و سٍوى عناق الماء لم تدر
فاستيقظت يوما كأن بها... سُكرا و قد شربت ندى الفجر
تبكي جوى و تقول ما أملي ... لو عشت خالدة بذا القفر
حسناء لكن لا عيون ترى ... حُسني و لا من عارفٍ قدري
هلا صعدت إلى ذرى جبل .... و بدلت هذا الكوخ بالقصر
و رأت بساط العشب منتشرا ... تلوي عليه معاطف النهر
جاراتها في الحي نائمة ... حُمرا على أعلامها الخضر
فاستبشرت بالفوز و انطلقت... تعدو و تلو على أمر
و حلا لها السفر البعيد وما... حسبت حساب الحلو و المر
الأرض موعرة و محرقة... فكأنها تمشي على جمر
و رفيقها هوج الرياح و قد... ثارت عليها ثورة الغدر
عزت سبيل إلى مطامحها... في مسالك الأشواك و الوعر
فتأوهت ندما و لو قدرت... رجعت على أعقابها تجري
لكنها سالت و حيرها... خوف السقوط كراكب البحر
فتشبثت بالأرض مفرغة... شهد القوى و بقية الصبر
حتى تسلمت الذرى و غدت... في الأوج تتلو لآية الشكر
لكنها لم تلق وآسفي ... في الأفق غير جلامد الصخر
لا عشب ينبت في جوانبه... أبدا و لا أثر لمخضر
و العاصفات كأنها أُسد ... في الجو تزأر أيما زأر
فشكت لأول مـرة و بكت ... كالطفل من تعب و من ذعر
من قهرها أنت و قد ... سُمعت وسط الزوابع أنة القهر
يا ليتني لم أصبُ نحو علا ... و بقيت في عرائس الزهر
ثم ارتمت ضعفا و أخرصها ... شبحا بدا من جانب القبر
فتصلبت أغصانها و مضت ... بالموت هاوية إلى القعر
مسكينة قد غرها شرف ... هو كالسراب لكل مغتر
و تخيلت أن العلا غنى ... فإذا به فقر على فقر
ما كان أهنأها و أسعدها .... لو لم تفارق ضفة النهر
أخي الحبيب شكر النعم من أجل
منازل السائرين و أرقى المقامات .
ودوامها يكون بشكر المنعم
إذا كنت في نعمة فرعها ...فإن المعاصي تزيل النعم
قال الإمام ابن القيم: النعم ثلاثة:
- نعمة حاصلة يعلم بها العبد.
-ونعمة منتظرة يرجوها.
- ونعمة هو فيها لا يشعر بها.
يحكى أن أعرابيا دخل على الرشيد
فقال: يا أمير المؤمنين:
بت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها،
وحقق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته،
وعرفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها.
فأعجب الرشيد كلامه وقال: أحسن تقسيمه.